يتجه النظام السعودي في حملته للغسيل الرياضي الى رياضة كريكيت
نشرت صحيفة “الغارديان” البريطانية تقريرًا، وضعت فيه الضوء على توجه السعودية نحو رياضة الكريكيت وبطولة “تي 20” المربحة، في أحدث محاولة لتنظيف صورة البلاد الرياضية.
وأفادت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي 21″، أن المملكة العربية السعودية تحوّلت إلى رياضة الكريكيت بعد الاهتمام برياضة الغولف وكرة القدم، حيث استحوذت على نادي نيوكاسل وجلبت النجم كريستيانو رونالدو. وتأتي هذه الخطوة في إطار أكبر حملة تنظيف رياضية في التاريخ، برغم أن النظام الحاكم في السعودية يستخدم السجن والتعذيب والإعدام ضد المعارضة السياسية، ويقود حربا في اليمن أسفرت عن مقتل مئات الآلاف.
وبحسب الصحيفة، فإن “أرامكو السعودية”، أكبر شركة نفط في العالم وأحد أكثر المتسببين في أزمة المناخ، هي المحرك الرئيسي وراء هذه الحملة التسويقية. وتسعى المملكة إلى تحسين صورتها الدولية من خلال الرياضة الرفيعة المستوى، التي تتمتع بجمهور دولي واسع وقدرة رائعة على توليد النوايا الحسنة.
وأفادت الصحيفة بأن الاهتمام بلعبة الكريكيت بدأ بعد أن أصبحت “أرامكو” الراعي الرسمي للمجلس الدولي للكريكيت العام الماضي، وأصبحت الشركة الممول الرئيسي لجميع الأحداث العالمية لهذه الرياضة، في حين تعمل هيئة السياحة السعودية على الاستثمار في الدوري الهندي الممتاز. وتعتبر لعبة الكريكيت هدفًا سهلًا، حيث يوجد 12 دولة فقط تلعب على المستوى العالمي، و3 منها فقط في وضع مالي جيد، وتتصدر هذه الرياضة الهند مع جمهور يصل إلى 1.4 مليار.
وأوضحت الصحيفة أن السعوديين يريدون الاستحواذ على الدوري الهندي الممتاز للكريكيت، ربما عن طريق إنشاء مسابقة تكميلية جديدة تحت إشراف مجلس الإدارة الهندي، ولكن مع وجود فرق مملوكة لأشخاص ذوي ثروات خاصة.
ويحظر الدوري الهندي حاليًا على اللاعبين الهنود المشاركة في بطولات أخرى في جميع أنحاء العالم لحماية مصالح البلد، ويتم استخدام عائدات الدوري، الذي يتم بثه في صفقة بقيمة 6.2 مليار دولار أمريكي، لشراء فرق في جنوب أفريقيا ومنطقة بحر الكاريبي والإمارات والولايات المتحدة. وتعد السعودية من بين الكيانات القليلة في العالم التي يمكنها الاقتراب من لعبة الكريكيت الهندية والحصول على صفقات ضخمة.
ولفتت الصحيفة إلى أن المسؤولين السعوديين يبحثون عن أعذار لتبرير أنشطتهم، مثل الزعم بأن هذه البلدان تواجه مشاكل مالية وأنه ليس من المخالف مساعدتها وتمويلها، كما يزعمون أن الانتقادات نابعة من العنصرية، بينما يدافعون عن مشروع أساسه التمييز ويقومون باضطهاد المعارضة.
ووفقاً للصحيفة، يتم الترويج لشركة أرامكو كأداة للمستهلكين، كما لو أنها مجرد قوة تلبي الطلب، بدلاً من كونها أكبر لاعب في صناعة الطاقة، فالثروة تخلق النفوذ، والنفوذ يدعم الثروة.
وهذه الثروة، مع وجود اقتصاد تقدر قيمته بالتريليونات، هي ما يشجع حملة الغسيل الرياضي السعودية المتواصلة، وفشلهم الوحيد حتى الآن هو رعاية كأس العالم للسيدات هذا العام، وهي محاولة تم التخلي عنها بعد معارضة العديد من اللاعبات والاتحادات، لكن المسوقين السعوديين لا يزالون يسعون لاستضافة كأس آسيا للسيدات في عام 2026.
وتابعت الصحيفة قائلة إن الوضع في لعبة الكريكيت يشبه إلى حد كبير وضع كرة القدم، حيث سيتم جذب أبرز اللاعبين الدوليين من خلال منحهم امتيازات وضمهم إلى بطولة نهائيات كأس العالم تي 20 القصيرة والمتكررة.
وبغض النظر عن مستوى الاستجابة، سيأتي أفضل اللاعبين لهذه البطولة؛ لأن الإنفاق سيتجاوز أي تصور سابق للأجور. على سبيل المثال، لاعب الغولف الأسترالي كاميرون سميث، الفائز ببطولة رئيسية واحدة فقط، حصل على 100 مليون دولار أمريكي للانضمام إلى بطولة “غولف ليف” المدعومة سعودياً. ونظراً لأن موارد الدوري الهندي الممتاز للكريكيت محدودة، فإنها مسألة وقت فقط حتى يعيد المملكة تشكيل لعبة الكريكيت.