ماهية الأسطورة و أصل الشعر أساس للأدب و تطور الفكر البشري

ارتبطت الأسطورة بالأدب بوجه عام وبالشعر على نحو خاص، وتعد الأسطورة المغامرة الأولى من الإبداعات التي ابتكرتها المخيلة البشرية، كانت قصة مقدسة منبعثة من الخيال، وأما من الناحية اللغوية تعتبر أباطيل أي أحاديث لا نظام لها لكن في الحقيقة فالأسطورة نماذج أدب عظيم.
لهذا نجد الأسطورة من وحي الفكر الإنساني مشتركة مع الأدب في هذه الميزة ،رغم وجود عدة تعاريف متضاربة حول الأسطورة، وهذا التضارب يدل في حد ذاته ميزة للفكر والإبداع البشري الذي يتساءل دائما عن الوجود، ومن هنا نستنتج أن الشعر والأسطورة يمكن أن يتشاركا في اللغة عبر استعارة لغة شبه مبهمة لا أمل في إدراكها لأنها لغة تعتمد على الحس المرهف والعاطفة الذاتية.
ولهذا نجد عبر التاريخ تداخلات عديدة مشتركة بين الأدب والأسطورة في تاريخ أدبنا العربي في الحكايات الشفهية الخرافية و حكايات السهر وأبطالها وأحداثها الخارقة، كحكايات عنترة والزير سالم وغيرهم…. و التي تسرد بالنثر و الشعر معتمدة على أسلوب سرد القصة يصعب معرفة ناظمه وصاحبه.
وتعتبر الحكايات الطوطمية والتي أبطالها عبارة عن حيوانات تتحدث بلغة مشفرة لها دلالات أخرى تربوية، ويعتبر كتاب ” كليلة ودمنة ” لابن المقفع مؤسس هذا النمط في أدبنا العربي و كتاب ” رسالة الغفران لأبي العلاء المعري الذي مزج فيه الخيال مع النقد مع الأدب عبر استعمال شعر نقدي، هذا الأسلوب الذي ترك تأثير كبير على كثير من أدباء العالم كدانتي وملنت وغيرهم … ،ولا ننسى تأثير الكتاب الشعبي ” ألف ليلة وليلة “.
فأسئلة الواقع والوجود التي تؤرق الإنسان جعلت مخيلته تنتج لنا أجوبة خيالية أسطورية مختلفة ومتنوعة بشكل أدبي مختلف الجنس وهذا كله ينطوي تحت جمال الإبداع البشري ،ومن هنا نستنتج أن مضمون الأسطورة برموزها العالمية المختلفة و سرد حكاياتها المستنبطة من التراث الشعبي العالمي القديم والحديث هو الذي ميز الأدب عامة والشعر خاصة بأفق واسع الإبداع عبر العصور الشعرية المبتكرة والتي مازلنا نكتشف جمالها وجمال عناصرها السردية المتنوعة من خلال النص الأدبي المليء بسراديب وآفاق جديدة نلحظ أثرها عبر الزمان.