التعليق الاول لمدرب المنتخب الايراني على مقابلة امريكا في قطر
اتضح ان دراغان سكوتشيتش متفائ مبتهج بخصوص استطاعة منتخبه، للمرة الاولى في تاريخ كرة القدم، على تخطي جولات المجموعات من كاس العالم، مصرا على ان منافسة خصمه السياسي الولايات المتحدة الامريكية لا تتعدى كرة القدم من منظوره.
و في هذا الصدد، اثناء عملية القرعة التي تمت يوم الجمعة في مدينة الدوحة، صادف الفريق الايراني الفئة الثانية مع الولايات المتحدة و انكلترا. الى جانب فريق متوج من الملحق الاوروبي ( اوكرانيا او ويلز او اسكتلندا).
و يقود الفريق الايراني، الذي يحتل المرتبة 21 في المستوى العالمي و الاول اسيويا، المرحلة النهائية في العالم للمرة الثالثة على التوالي و للمرة السادسة في تاريخه بخصوص كرة القدم. يعد اول انتصار له في مساره، حيث انه لم يسبق له ان تجاوز انتصارين مقابل تسع محاولات فشل و اربع تعادلات في خمسة عشر مباراة.
و كما ذكرنا سابقا، بدا المدرب الكرواتي الذي يتزعم المنتخب الايراني منذ شهر فبراير 2020، مبتهجا بعد عملية القرعة التي تمت يوم الجمعة في الدوحة، قائلا وفقا لنا نشرته “ايرنا” الحكومية”.
” سنسعى للتاهل طالما ذكرت اننا نتوفر على لاعبين متفوقين جدا و قد نتفوق في التاهل للمرة الاولى الى الثمن النهائي.
و يتضمن الثمن النهائي حصلا المرتبتين الاولى في كل فئة، ما يدل على ان المقابلة الاخيرة من مواجهات الفئة الثانية التي ستعين في التاسع و العشرين نونبر مع النظير السياسي الولايات المتحدة قد يشكل قرار حازم بالنسبة ل “تيم ملي” .
و يشرع المنتخب الايراني مسارهم القطري بمواجهة حاسمة في يوم الافتتاح في اللواح و العشرين من اكتوبر مقابل منتخب انجلترا بطلد1966، و صيفك بطلة دول اوروبا في مقابلة قد تتم بعيدة عن اشرافهم، مع الاشارة ات المرحلة الثانية ستجرى ضد احد الملحقة الاوروبية (أسكتلندا او ويلز او أوكرانيا).
و صرح المدرب الكرواتي الذي يبلغ من العمر ثلاثة و خمسون سنة بأن ” ستكون انجلترا النظير الاكثر صعوبة”، مع اضافة ان منتخبه ممتاز بشكل كاف جدا و كفيل لمنافسة الفريقين الآخرين” في المجموعة.
لا اهتم بالقضايا السياسية
و سيرجع المنتخب الايراني في المرحلة الثالثة و النهائية بالذاكرة او سنة 1998 لما تنافس مع المنتخب الامريكي و حققو الفوز ب 2-1، ليبلغو بهذا الانجاز فوزهم الاول في الدورة النهائية العالمية قبل ان يحققو الثاني في السيناريو الماضي سنة 2018 في روسيا اثناء الدورة الاولى على حساب المنتخب المغربي ( 1-0).
في جولة المونديال لسنة 1998، خاضت إيران منافسة امام الولايات المتحدة الامريكية في المرحلة الثانية بعدما هزمت في الجولة الاولى ضد يوغوسلافيا 0-1، لكن المقابلة الاخيرة كانت حرجة جدا حيث اجرتها بالمانيا التي حققت انتصارا 2-0، الامر الذي دفع “تيم ملي” يكتفي بالمرتبة الثالثة.
و عن مقابلة الولايات المتحدة، ذكر مدرب المنتخب الايراني ” لا اكترث بالقضايا السياسية التي تتعلق بالولايات المتحدة الامريكية…… توجد ميائل بين الدولتين لكننا سنركز التفكير فقط في كرة القدم”.
و في ما يخص العلاقة الديبلوماسية بين واشنطن و طهران مقطوعة منذ سنة 1980، بعد سنة من مسيرة انتصار الثورة الاسلامية بزعامة الامام روح الله الخميني، بعدها اتجهت العلاقة بين الدولتين نحو المنافسة السياسية و واجهت ارتفاع في التوتر اثناء عهد دونالد ترامب (2017-2021) تحت اثر المخطط النووي الايراني.
و قبل حوالي سنة تقريبا، شرعت ايران و القوى التي لا زالت منضوية في معاهدة 2015 فيما بتعلق بمخطط ايران النووي ( ألمانيا و فرنسا و الصين و بريطانيا و روسيا )، نقاشات في فينيا بتعاون غير مباشر من الولايات المتحدة التي غادرت احاديا منه في سنة 2018، محاولا اجراء معاهدة جديدة.
مثل لو اننا نلعب في استاد آزادي
و في بداية مارس، بعد مرور احدى عشرة شهرا من النقاشات الحاسمة، كان يبدو بشكل غير حازم بلوغ اتفاق في فينيا بين القوى العظمى و ايران لارجاع هذا الاتفاق الذي كان من المفترض ان يعترض الجمهورية الاسلامية من امتلاك القتيلة الذرية. لكن النقاشات واجهت عراقا بسبب شروط حديثة فرضتها روسيا ردا على العقوبات التي وضعها الغرب تحت اثر احتلالها لاوكرانيا.
و ما اذا تحققت الشروط الروسية حتى نزعت هذه العراقيل و اصبحت القضية شبه واضحة امام البلوغ لاتفاق لحد ان واشنطن ذكرت قبل حوالي اسبوعين انها “قريبة” من اتمام اختراق.
و يرتقب ان يتمتع الفريق الايراني بمساعدة كبيرة من مشجعيه في جولة المونديال القطري لان الموضوع ” يشبه اللعب في بلادنا. سيحضر هناك العديد من الجماهير كما كاننا نلعب في ملعب آزادي ( في طهران)” حسب ما صرح به المدرب سكوتشيتش.
الجماهير مفعمة بالأمل
وفقا للمشجع علي رحماني الذي يبلغ 33 سنة، من حق الشعب الايراني ان يسعوا الى تحقيق الفوز و التتويج لثمن النهائي، كما أضاف ” اظن ان ايران لها القدرة ك، بالمقارنة مع كاس الماضي السابق حيث صنفت في مجموعة عسيرة، ان تجتاز هذه المرحلة و تتاهل الى الثمن النهائي هذه المرة”.
و في نظره ان ” الولايات المتحدة الامريكية ليست قوية، لكن انجلترا هي التي بقدرتها ان تشكل عقبة لايران”.
و بالرغم من اعادة تنفيد رفض النساء من حضور في الملاعب اثناء الجولة النهائية في التصفيات الاسيوية المؤهلة لمرحلة المونديال التي اجريت يوم الثلاثاء مقابل لبنان (2-0) ، لم ينقص مريم اكباري (29 سنة) شيئا من طاقة حماسها نحو فريق وطنها، حيث ذكرت لوكالة فرانس برس ” من وجهك نظري، متمثل ما كان الوضع في سنة 1998، ايران لها القدرة في تحقيق الانتصار مرة ثانية على الولايات المتحدة الامريكية…..”.
كما اضافت انه ” بعد كل ما واجهه الشعب الايراني بسبب جائحة كوفيد-19، امل ان يتحقق لهم هذه الفرحة المنشودة”، بالتغلب على الولايات المتحدة الامريكية و التاهل الى مرحلة الثمن النهائي.