الشره المرضي العصبي (البوليميا)
الشره المرضي العصبي أو ما يُعرف بمرض البوليميا هو عبارة عن مرض نفسي يسبب اضطرابات في الأكل والشعور بالاكتئاب والقلق مع حدوث نوبات من القيء الذاتي عند المريض.
وسنحاول في هذه المقالة سوف مناقشة وعرض المعلومات الخاصة بأعراض النهم العصبي و التعرف على أبرز أسبابه والطرق المرتبطة بعلاجه.
نبذة عن مرض الشره أو النهم العصبي
تكمن المشكلة في مرض الشره أو النهم العصبي في الاضطرابات المرتبطة بتناول الطعام، حيث يتناول المريض كميات غير منضبطة وكثيرة من الطعام في مدة زمنية قصيرة وغالبًا ما تكون أقل من ساعتين ويسمّى ذلك بالشراهة، وعندما يشعر الشخص أنه لا يمكنه التوقف أو السيطرة على نوبات الشراهة من الأكل فإنّ ذلك قد يسبب له عبأً نفسيًّا، وربّما يتبع هذه النوبات أعراض أخرى مثل: التقيؤ أو سوء استخدام الملينات.
أعراض النهم العصبي
يرتبط بمرض الشره العصبي العديد من الأعراض التي قد تميّزه عن غيره من اضطرابات الطعام، ومن أبرز هذه الأعراض ما يلي:
قد يرتفع وزن الجسم عن الحد المتوسط أو يكون ضمن النطاق الطبيعي.
حدوث نوبات متكررة من الإفراط في تناول الأكل والخوف من عدم القدرة على التوقف عن الأكل.
القيء الذي يستحثّه الشخص ذاتيًا (عادةً ما يكون إفرازيًا)
ممارسة التمارين الرياضية بشكل مفرط.
إفراط الشخص في الصيام.
وجود عادات أو طقوس غريبة في تناول الطعام.
الاستخدام غير المناسب لِ الملينات أو مدرات البول.
عدم انتظام الدورة الشهرية أو انقطاعها.
الشعور بالقلق المستمر.
شعور المريض بعدم الرضا عن نفسه والطريقة التي يبدو بها جسمه.
الشعور بالحزن والكآبة.
انشغال الشخص بالطعام والوزن وشكل الجسم.
وجود التهاب أو ألم دائم في الحلق.
الشعور بالتعب مع وجود نقص في الطاقة.
حدوث مشاكل في الأسنان بسبب تآكل طبقة المينا من القيء.
وجود بعض الصفات الشخصية المشتركة بين كل من يعانون من النهم العصبي مثل:
الاحترام المتدني للذات.
الشعور بالعجز.
خوف المريض من السمنة.
الشعور بالتعاسة الشديدة بسبب شكل وحجم الجسم.
محاولة التقليل من التوتر والقلق عن طريق الإفراط في تناول الطعام.
الشعور بالذنب والاشمئزاز والاكتئاب نتيجة التناول الشره للطعام.
جعل المريض أكثر عرضة للمشاركة في السلوكيات المحفوفة بالمخاطر: مثل تعاطي الكحول والمخدرات.
طرق تقييد السعرات الحرارية عند مرضى الشره العصبي
توجد طريقتان يمكن بهما تقييد نسبة السعرات الحرارية عند الأشخاص المصابين بالشره العصبي، من أبرز هذه الطرق ما يلي:
- نوع يعتمد على تطهير البطن: حيث يقوم الشخص المصاب بالشره المرضي بالتقيؤ الذاتي، أو إساءة استخدام الملينات، أو مدرات البول، أو الحقن الشرجية، أو الأدوية الأخرى التي تعمل على تنظيف الأمعاء بشكل مفرط.
- نوع لا يعتمد على تطهير البطن: يستخدم الشخص المصاب هنا أساليب أخرى مثل: الصيام أو الإفراط في ممارسة الرياضة بدلاً من سلوكيات التطهير السابق ذكرها.
أسباب الشره العصبي
في الحقيقة لا يوجد سبب واحد مرتبط بمرض الشره المرضي، فهو ليس مجرد مجرد اضطراب في تناول الطعام، لأنّ الشراهة يمكن أن تكون عن طريق الالتزام بنظام غذائي أو الشعور بالإجهاد أو الشعور بمشاعر غير مريحة مثل: الغضب أو الحزن أو القلق، وسنشرح من خلال النقاط التالية أبرز النقاط التي قد تلعب دورًا في الإصابة بالمرض تتلخص فيما يلي:-
- الثقافة: تتعرض النساء عادةً لضغوط مستمرة حتى تناسب النموذج الخاص بالجمال حيث إن رؤية صور إناث نحيفات وخالية من العيوب في كل مكان تجعل من الصعب على النساء الشعور بالرضا عن أجسادهن.
- العائلات: إذا كانت لديك أم أو أخت مصابة بالشره المرضي فقد تكون أنت عرضة للإصابة بالمرض، إضافةً إلى زيادة فرصة إنجاب أطفال مصابين بالنهم العصبي عند الآباء والأمهات الذين يعتقدون أن المظهر مهم أو ينتقدون أجساد أطفالهم.
- تغيرات الحياة أو الأحداث المجهدة: حيث يمكن أن تزيد فرص الإصابة بمرض النهم العصبي بعد التعرض لِ الأحداث الصادمة مثل: الاغتصاب، وكذلك الأشياء المجهدة مثل: بدء عمل جديد.
- السمات الشخصية: قد لا يحب الشخص المصاب بالشره المرضي نفسه أو يكره مظهره أو يشعر باليأس، وقد يكون مزاجي للغاية، أو يعاني من مشاكل في التعبير عن الغضب، أو يجد صعوبة في التحكم في السلوكيات الاندفاعية.
- الناحية البيولوجية: قد تكون الجينات والهرمونات والمواد الكيميائية الموجودة في الدماغ من العوامل التي تزيد من فرص الإصابة بالشره المرضي.
طرق تشخيص البوليميا
يستطيع الأشخاص المصابون بمرض الشره المرضي إخفاء مرضهم لِعدة سنوات عن طريق الحفاظ على وزنهم الطبيعي أو أعلى من الوزن الطبيعي لأجسامهم، حيث يوجد الكثير من المصابين بالمرض لا يطلبون المساعدة حتى يبلغوا سن الثلاثين أو الخمسين، ومع حلول هذا الوقت يصبح السلوك الغذائي عند المرضى متأصلًا بعمق ويصعب تغييره.
أمّا فيما يخص طرق تشخيص المرض فإنّها تعتمد على ما يلي:
- إخبار الطبيب عن أي أعراض مرتبطة بمرض الشره المرضي مثل المشاكل الطبية الأخرى أو حالات الصحة العقلية، والحرص على عدم محاولة إخفاء أي مشكلة.
- يمكن إجراء اختبارات الدم للتحقق من الحالة الصحية والتغذية العامة.
ملاحظة: غالبًا ما يمنع العلاج المبكر حدوث مشكلات في المستقبل، حيث يمكن أن يؤثر الشره المرضي وسوء التغذية الناتج عن ذلك على كل جهاز عضو في الجسم تقريبًا/ كما يمكن أن يكون الشره المرضي مميتًا، لذلك يجب الإسراع في أخبار الطبيب المعالج عن المشكلة.
علاج الشره المرضي العصبي
يرتبط علاج مرض الشره العصبي بوجود عاملين: عامل فردي و عامل أسري و أيضا التركيز على تغيّر السلوكيات والعادات الغذائية الخاطئة، حيث يربط العلاج بين أفكارك ومشاعرك وسلوكياتك، وسيبدأ المعالج باستكشاف أنواع التفكير التي تسبب أفعال هدامة للذات والمساعدة في تغيير هذا التفكير.
وسنذكر من خلال النقاط التالية أبرز طرق علاج المرض:
- تناول الأدوية (مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق) ستساعد إذا كنت قلقًا أو مكتئبًا أيضًا.
- استشارة المعالج وأخصائي التغذية من أجل تغيير نمط حياتك للأفضل.
- يمكن لعائلتك أن تقوم بدورًا هام داعمًا حيويًا في أي عملية علاج.
- في بعض الحالات ، قد تكون هناك حاجة إلى الإقامة في المستشفى .
كيفية الوقاية من الشره المرضي
يمكن أن تؤدي بعض أساليب الحياة و الأنماط الغذائية الصحية والثقافة حول موضوعات الاضطرابات النفسية إلى المساعدة في منح العائلات أجواء صحية و أفضل للحياة بهناء، ومن صور المساعدة في ذلك ما يلي:
- شرح سليم لأطفالك عن صورة الجسم الصحي بشكل واضح غير مبالغ فيه، بغض النظر عن شكل أجسامهم، وحاول أيضًا بناء الثقة بأنفسهم بأساليب أخرى لا ترتكز على المظهر.
- التقليل أو منع الحديث عن الوزن أمام الأطفال، بل يَجب أن تجمع تركيزك على اتباع نمط حياة صحي وسليم.
- استشارة طبيب معالج قد يَكون على علاقة جيدة مع المريض للتعرف على أعراض أولية مرتبطة بِ اضطراب الشهية والمساعدة في منع تطور الحالة.
- القضاء على الرغبة في اتباع أنظمة إنقاص الوزن، خاصة إذا تضمنت سلوكيات غير صحية للحفاظ على الوزن مثل: الصيام، أو تناوُل مكملات لإنقاص الوزن، أو الاستخدام المكثف لِ الملينات ، أو القيئ الذاتي.
- تناوَل وجبات منتظمة وممتعة برفقة العائلة.
- إذا أعتقدت أن أحد أفراد عائلتك أو صديق لك تَظهر عليه أعراض اضطرابات الشره المرضي، قم بالبحث حول المشكلات التي يَمر بها لدعم هذا الشخص، واسأل كيف يُمكنك تقديم المساعدة.
مشاكل الحامل المصابة بمرض الشره العصبي
إذا حملت امرأة مصابة بالشره المرضي العصبي النشط ، فقد ينتج عن هذه الإصابة بعض المشاكل التي يمكن أن تصاب الحامل بواحدة منها أو أكثر، و لذلك يجب المتابعة الجيدة مع الطبيب المسئول و تنفيذ التعليمات الطبية بدقة، ومن أبرز المشاكل الصحية التي قد تحدث ما يلي:
وجود مشاكل في الرضاعة
حدوث الولادة القيصرية
وجود ارتفاع في ضغط الدم عند الأم
قد لا يولد الطفل حيًّا
الإصابة بِداء السكري عند الأم أثناء الحمل
محاولة خروج الطفل بقدميه أو أسفله أولاً
الولادة المبكرة
الإجهاض
انخفاض الوزن عند الولادة
العيوب الخلقية مثل العمى أو التخلف العقلي
الاكتئاب عند الأم بعد ولادة الطفل
إذا تناولت المرأة أدوية مسهلة أو مدرات للبول أثناء الحمل، فقد يتضرر طفلها، ومن الممكن أيضًا أن تؤدي إلى تشوهات خلقية خاصةً إذا تم استخدامها بانتظام.
من هم الأكثر عرضة للإصابة بمرض البوليميا؟
إنّ أكثر الأشخاص عرضة للإصابة بمرض الشرع العصبي هم الإناث وذلك بسبب التأثير المجتمعي و الضغوطات الاجتماعية التي تدفع الفتيات بالتفكير بمظهرهن دائما، ولكن هذا لا يعني أنه لا يصيب الذكور ولكن يكون الأمر بنسبة أقل، أمّا بدء الظهور والأعراض فغالبًا ما تكون في سن المراهقة.
هل الشره المرضي أمر وراثي؟
في أغلب الأوقات نجد أن المصابين بمرض الشره المرضي العصبي يوجد لدى عائلاتهم تاريخ إصابة بالمرض أو غيره من الاضطرابات النفسية مثل: الاكتئاب او اضطراب تعاطي المخدرات و غيرها.
ما علاقة الاكتئاب بالشره المرضي؟
الاكتئاب ليس عرض أساسي من أعراض الشره المرضي العصبي لكنه يحدث كعرض ثانوي و يتم بناء عليه تناول مضادات الاكتئاب في الغالب بعد استشارة الطبيب المختص، كما يجب التنويه إلى أنّ الاكتئاب ليس وحده هو العرض النفسي الذي قد يحدث لمريض النهم العصبي ولكن قد يكون المصاب أكثر عرضة من غيره للإصابة بِ: باضطرابات القلق والتوتر واضطرابات تعاطي المواد المخدرة و اضطرابات المزاج وغيرها من المشاكل النفسية الأخرى.